All Chapters:
Chapter 1: Introduction
الفصل الأول — الطفل الأفغاني
اسمي إحسان الله يوسفزاي
انولدت في كابول أفغانستان
كانت سنة ٢٠١٣
ليلة رأس السنة والألعاب النارية في دبي كانت بتجهز تزيّن السما
أتذكر التلفزيون يوم كان ينعكس ضوءه على جدران بيت صغير
الهدوء يعُم المكان الكل ينتظر
لين رن التلفون وكان أبوي على الخط
صوته ثابت لكن ثقيل
قال بننتقل إلى دبي
بهالكلمة كل شي تغيّر
صفحة انطوت وصفحة جديدة بدأت
كيف وصلنا لهاللحظة
هذي قصة أبوي رجل مخلوق من نار الإصرار ونور الإيمان
بتعرفونه في الفصل الثاني
أما هذا الفصل فهو قصتي أنا
القصة اللي انولد فيها الطفل الأفغاني
سنة ٢٠١٧
مسكت الكاميرا لأول مرة
مو عشان شهرة ولا مشاهدات
بدأت قناتي في يوتيوب لأني ما كنت أتحمّل أشوف أبوي يتعب وأنا واقف أتفرّج
كنت أقضي الليالي أتفرّج على عيال يفاجئون آباءهم بسيارات وبيوت وهدايا
كل فيديو كنت أشوفه يولّع شي بداخلي
رغبة حُرقة هدف
ما كانت دافعية كانت رسالة
كنت أؤمن إن النجاح يجي من الشغل والتعب
إن اللي يشتغل أكثر بيربح أكثر
بس كنت غلطان
تعلمت إن النجاح ما يخص اللي يركضون أكثر
النجاح من نصيب اللي الله يهديهم ويوفقهم
كل تعب وكل سهر وكل سعي ما له قيمة إذا النية ما كانت لله
كنت أحسب إني أبني حياتي
بس الحين أدري هو كان يبنيني
كان عمري أربعطَعش يوم نزلت أول فيديو
الإضاءة سيئة والصوت أسوأ
ولا مشاهدة ولا تعليق
بس صمت وفشل وصمت مرة ثانية
مرت سنين وظهر تيك توك
لقيت نفسي فيه
قصير سريع صادق مثل النار اللي في داخلي
وصلت عشرين ألف متابع
وبديت أروح المقاهي وأعرض على المدراء أسوّي لهم فيديوهات دعائية
مرات يعطوني وجبة مجانية
مرات يقولون لا
ومرات ولا رد
إلى أن في يوم قال لي مدير
ما نحتاج فيديوهات هني بس عندي كافتيريا صغيرة جرّب هناك
رحت
كانت بسيطة جداً
لكن بالنسبة لي كانت الدنيا كلها
هذي الكافتيريا كانت أول ميدان معركة لي
تعلمت فيها كيف أصوّر وأمنتج وأبدع حتى لو محد يشوف
بعد كم أسبوع كبرت صفحتي شوي
وجاني عرض من شركة دروبشيبنغ يبيعون منتج للفك
قالوا سوّ لنا إعلان
وافقت صورت الفيديو وانتظرت
لما كلّمني صاحب الشركة توقعت يعطيني مية درهم يمكن ميتين
لكن مدّ لي ثمانمية درهم
ضحك وقال هذا بس عشرة بالمية ربحت ثمانية آلاف
ركضت البيت وأنا حاس إني شايل كنز
أبوي سمعني ابتسم وقال
لا تاخذ الفلوس بس تعلّم التجارة
هالكلمة كانت نبوءة مو نصيحة
راسلت صاحب المشروع مرة ثانية
قلت له علّمني
قال بس التعليم عليه رسوم ثلاثمية درهم بالأسبوع
دفعت كل اللي كان معي
كنت أمشي نص ساعة لسنتَر صحارى كل مرة ما ركبت تاكسي ما اختصرت
بعد أول درس رحت المسجد أصلي العشاء
وفي السجود انكسرت
دموعي نزلت على السجادة
قلت يا الله وفقني يا الله لا تخليني أفشل
هذي كانت ولادتي الحقيقية
مو قدام الكاميرا
قدّام الله
الأشهر اللي بعدها كانت صعبة
متجري ويلويش بالكاد صامد
كل تجديد شهري كنت أقول خلاص أوقف
بس كل مرة أتمسك بالأمل
وفجأة جامعتي أعلنت عن مسابقة أفضل طالب موهوب
وبقَدَر الله فزت
سبع مية درهم
السبع مية اللي غيّرت كل شي
ليلة وأنا أتصفح تيك توك
شفت منتج لمبة الغروب
الكل كان يتكلم عنها
بدون تفكير طلبت ثلاثين قطعة من علي بابا
أكبر مغامرة في حياتي
وصلت الشحنة بعد أيام
لكن ما عندي فلوس أسوّقها
راسلت كم مؤثّر
واحد ردّ مؤثّر إماراتي
نشرها
ومن هني بدأ كل شي يتغيّر
في ليلة واحدة
بعت بـ ١٣ ألف درهم
كنت أغلف الطلبات ودموعي تنزل
الإحساس ما ينوصف
حلم كنت أعيشه لأبوي صار واقع
استلفت منه ألفين درهم مرة ثانية
قلت له برجعها لك بيوم
برجعها برولز رويس
والله تحقق الحلم
رجّعتها بالحلم اللي صار حقيقة
الحمد لله
ومن بعدها كل فصل في حياتي صار قيامة جديدة
اليوم وأنا في الواحد والعشرين فهمت
عشان تعيش صح لازم تموت أول
مو موت الجسد
لكن موت النفس الضعيفة فيك
ادفن النسخة اللي تخاف اللي تشك اللي تضيع وقتها
ولما تتركها
تقوم مختلف
تقوم قوي
تقوم حي فعلاً
هذي هي قصة الطفل الأفغاني
ولد لازم يموت لنفسه عشان يعيش لله
هذي مو قصة نجاح
هذي قصة تسليم
قصة رزق قصة حكمة قصة إيمان
منقوشة في كل باب سكره الله لسبب
Chapter 2: My Father
الفصل الثاني — الرجل اللي علّمني الصبر
قبل لا أكون أنا
كان هو
أبوي
الحاج عبدالرزاق يوسفزاي
الرجل اللي حوّل التعب إلى بركة
والحياة الصعبة إلى سكينة
انولد في لوغر بأفغانستان
مكان الريح فيه تشيل الغبار والحكايات مع بعض
كبر في أرض ما كان فيها شي مضمون
الإيمان فيها هو أغلى عملة
وكل يوم كان يدعي إن السقف يظل فوق روسهم لي باچر
ما انولد وفي يده شي
بس تحمّل مسؤولية أكبر من عمره
وقلبه ما انكسر
ولا لحظة
يوم الحرب جت
ما خاف
ويوم الفقر طرق الباب
ما اشتكى
بس اشتغل
في صمت
في ثبات
مثل رجل يعرف إن الرزق بيد الله مو بيد الناس
قصة أبوي يمكن ما أعرف منها إلا عشرها
بس بكتب اللي قلبي يعرفه
اشتغل في السعودية
يسوق شاحنات ثقيلة عبر الصحاري الطويلة
لمين
لنا
مثل ما أنا كنت أبي أفرّح أبوي
هو بعد كان حلمه يفرّح جده وأبوه
يبني لأهله راحة وكرامة
كان دايم يحن علينا
سواء جيبه مليان أو فاضي
يغيب عنا سنين
ويوم يرجع البيت يصير عيد
كانت هذي أسعد أيام حياتنا
كان من أوائل اللي اشتغلوا في تنظيم الحج والعمرة في أفغانستان
ونِيّته كانت من ذهب
وعشان صفاء نيّته
الله فتح له أبواب ما تنوصف
لين وصلنا هني
في دبي
الحمد لله
كان ممكن نعيش مرتاحين في أفغانستان
بس هو اختار دبي
مو عشان الرفاهية
عشان الرسالة
عشان المستقبل
أبوي كان يشوف لبعيد
يبيني أنا وإخواني نعيش حياة أحسن
نتعلم أكثر
نكبر في بيئة تفتح لنا الأفق
هو الرجل اللي علّمني الثبات
اللي كل شي عنده يتم بهدوء وصبر وتوكل على الله
علّمني دعاء ما غاب عن لساني في الشدة
يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث
دعاء لو قلتَه من قلبك الله يفرّجها عليك
والله لو أقدر
أجلس وياه قدام الكاميرا
أضغط تسجيل
وأخليه يحكي قصته
القصة اللي تخليك تبچي
مو من حزن
من جمال الإيمان اللي تمشي به
اللهم بارك فيه
واحفظه
وارفع قدره
واجعل له من كل تعب راحة ومن كل هم فرج
آمين
Chapter 3: Intentions
الفصل الثالث — النوايا
يا الله ارزقني النية الصح
من هنا بدأ كل شي
مو من الفلوس
ولا من الشهرة
من دعاء
يوم تركض ورا النجاح
تبدأ تشوف الضوضاء
سيارات
ساعات
أرقام
الكل يفرِّي شي عنده
وتنسى إن ورا كل قصة فيه روح
وروح كل إنسان تُختبر على نواياه
تعلمت شي واحد في حياتي
إذا سببك غلط
نصرك ما بيطول
تقدر تصير مشهور
تقدر تكسب اهتمام الناس
تقدر حتى تجمع مال
بس إذا قلبك مو صافي
الله بيخلي كل شي ينهار
يوم بدأت
نيّتي ما كانت صافية
كنت صغير
أدور الشهرة
أبي الناس تشوفني
يمكن حتى نظرات غلط
الله يسامحني
لكن يوم رفعت يدي
وقلت
يا الله نقِّي نيّتي
خليني أعملها لك مو لهم
من ذاك اليوم كل شي تغيّر
يوم حوّلت من الأنا إلى الإخلاص
انفتحت لي أبواب ما كنت أحلم فيها
المال جا
الشهرة جات
بس الراحة كانت أول وحدة توصل
لأن كل ضغطة صار لها معنى
وكل صفقة صار فيها نية
وكل منشور صار دعوة
يوم صفّيت نيّتي
قلت في قلبي
إذا يوم من الأيام ربحت
بخلِّي أبوي وأمي أحرار من الهم
سبحان الله
صارت
تقاعد أبوي
وجبت له رولز رويس
مو لأني مميز
لكن لأن النية الصافية تخلي الله يكتب لك المعجزات بيده
إذا تقرأ هالكلام الحين
وقف شوي
اسأل نفسك
ليش أسوي اللي أسويه
هل نيّتي لله
ولا للعالم
لأن لو سببك مو صادق
نتيجتك بتكسرك
النية هي كل شي
نصلي بنية
نصوم بنية
نضحك بنية
فليش نبني حياتنا بدون نية
النجاح الحقيقي
مو بالشغل
ولا بالذكاء
هو بالنية
بالإخلاص
وبالتوفيق من الله
النية تحدد مصيرك
هي اللي تقرر إذا غناك يصير صدقة
أو كبر
إذا شهرتك تصير فتنة
أو دعوة
ويوم تطلب من الله نية صافية
تكتشف شي عظيم
إنك ما كنت تدور النجاح
كنت تدور رضاه
يا الله
طهّر نوايانا
واجعل كل عمل لنا فيك
مو في عيون الناس
Chapter 4: Patience
الفصل الرابع — الصبر
في هالدنيا الصبر مب ضعف
الصبر قوة في السكوت
هو الثقة إن اللي مكتوب لك بيجيك
حتى لو العالم سبقك
لا تفرّط بآخرتك
عشان لمعة دنيا فانية
اللي مكتوب لك ما بيضيع عنك
واللي مو لك
حتى لو لونه ذهب
ما بيعمر قلبك
تعلمت إن الصبر ما يعني توقف
الصبر يعني تمشي بإيمان
مو بخوف
يعني تبني حلمك
وانت ما تنسى منو اللي عطاك القدرة تحلم من البداية
الصبر مو بس انتظار النتيجة
هو شكر الله وقت التأخير
يوم تشوف غيرك وتقول
ليش مب أنا
وقتها تنسى النعمة اللي بين يدك
لا تخلي المقارنة تعميك عن رزقك
البيت اللي كنت تدعي له
الأهل اللي يحبونك
الهواء اللي تتنفسه
كلها من رزقك
لا تضيعها وانت تركض ورا اللي بعد
الحمدلله اليوم أنا واقف في مكان كنت أدعي له
أكثر من ألفين طالب يمشون نفس درب الرزق والنية
وبيت في دبي قيمته أربع ملايين درهم
ينبني لأجلي ولأجل عائلتي
حلم طلع من دعاء
مو من رغبة
أهدي هالبيت لأمي
الله يحفظها
ويطوّل بعمرها
ويمنّ عليها بالراحة والجنة
هي مب مذكورة في الكتاب
لأنها تستاهل كتاب لحالها
هي أول من علّمني معنى الصبر
الصدق إن الصبر مفتاح النجاح
بس أغلب الناس يتركون الباب
قبل لا ينفتح بثواني
إذا الله أخّر رزقك
فهو قاعد يجهّزك تتعامل معاه صح
فلا تستعجل رزقك
ولا تغار من وقت غيرك
اللي مكتوب لهم
ما كان يوم مكتوب لك
امشِ دايم بشكر مو بطمع
وابنِ دنياك
بس لا تبيع آخرتك في الطريق
ويوم الله يعطيك الشي اللي كنت تدعي له
قول الحمدلله
مو "أخيرا"
لأنه ما تأخر
جاء في وقته تمام
Chapter 5: Passing the Torch
الفصل الخامس — أُسَلِّم الأمانة
يجي وقت في الحياة
تحس إن النار اللي كانت تشتعل فيك
ما صارت ملكك وبس
تحس إنك شلتها كفاية
والحين وقتك تمررها
سنين وأنا اللي أركض
أحاول أفهم الطريق
أبني من العدم
وأرفع راسي عشان أفرّح أبوي
بس اليوم الحمدلله
أنا واقف من الجهة الثانية
مب عند خط النهاية
لكن في مكان أعلى
جاهز أمد يدي وأرفع غيري
لأن وش فايدة النجاح
إذا انتهى عندك؟
أنا ولعت مشعلي بالتعب
واليوم أنقله لغيري
للولد اللي جالس في نفس الكرسي اللي كنت أجلس عليه
للشاب اللي حاس نفسه منسي
للبنت اللي تشوف حلمها صغير
ولكل واحد ينتظر "يوم من الأيام"
هذي رسالتي له — يومك وصل
بنيت شركات
وفرت فرص
جمعت فرق
وسويت حركات ومجتمعات
بس الصدق؟
الموضوع ما هو أرقام
الموضوع أمانة
ما توصل للقمة عشان تصور
توصل عشان تبني سُلّم
وهذا معنى تسليم المشعل
إنك تعطي علمك وتجربتك
بدون بُخل
وتفتح طريق لغيرك
يمشون فيه أسرع منك
أبغى كل أخ وأخت يتابعون هالمسيرة
يكونون أقوى وأوعى وأشكر مني
ما يبغون بس مال
يبغون معنى
وجزء من هالرسالة قريب من قلبي
البرنامج المجاني لإخوانا الأفغان
لأني عارف المعاناة
شايف القيود
وإذا الله عطاني منبر
فواجب علي أستخدمه أرفع الناس
نحن نبني برامج في التجارة الإلكترونية والفريلانس وغيرها
مو عشان نفاخر بالنجاح
لكن عشان ننشر الفرص
عشان الطفل الأفغاني اللي كنت مثله يوم
ما يضطر يحلم من ورا شاشة
بل يقدر يبني
ينهض
ويعيش الدعاء اللي دعا له أبوه وأمه
تسليم المشعل يعني شي واحد
إنك ما تفوز لحالك
تفوز ومعك ناس
إنك ما تلهم بس
تشعل شرارة فيهم
وإذا قدرت أوصل هالشرارة لشخص واحد بس
يؤمن إن خطة الله للحياة
ما نستته
فوقتها أعرف إن رسالتي مستمرة
حتى لو فصلي من القصة انتهى
Chapter 6: My Final Note
الفصل السادس — وصيّتي الأخيرة
كل قصة تنتهي
لكن المهم هو ما يبقى بعدك
ما أدري كم بعيش
لكن أدري وش أبغى أترك وراي
أثر من نور
تذكرة إنك تقدر تمشي في الدنيا
وتبني فيها، وتفرح فيها
بس لا تنسى وين وجهتك الحقيقية
الصدق بسيط
كل شيء عندك اليوم
مو لك
بس أمانة في يدك
عشان يشوف ربك وش بتسوي فيها
إذا أنت تقرأ هالكلمات الآن
تذكر
ما تحتاج تكون مميز
بس كن صادق
الصدق ياخذك لأماكن
ما توصلها الخطط أبداً
كن صبور
كن شاكر
كن ثابت
لا تبيع آخرتك عشان تصفيق الناس
ولا تخلّي الدنيا تقنعك
إن النجاح شي ثاني غير رضا الله عنك
السيارات، البيت، الأرقام، الشهرة
كلها زينة فانية
تيجي وتروح
بس وش اللي يبقى؟
دعوة من أمّك وأبوك
صدقة محد شافها
ابتسامة شخص بسببك
هذي هي البصمة الحقيقية
لو متّ بكرة
لا تذكروني بالحياة اللي عشتها
اذكروني بالرسالة اللي تركتها
إن ولد أفغاني
انولد في كابول
قدر، بإيمانه فقط
يثبت إن الإيمان والنجاح
يقدرون يعيشون في قلب واحد
دعائي الأخير
يا الله
إن كان صدر مني خير
فاجعله جارٍ بعد موتي
واغفر زلاتي وتقصيري
وتقبّل جهدي وإن كان ناقص
بارك في أهلي
واحفظ أمي وأبوي وإخواني
وجازهم عني خير الجزاء
احفظ طلابي، فريقي، وكل من مشى في هالطريق
وارزقهم رزقًا واسعًا وحكمةً ونورًا من عندك
يا الله اجعل كل ما بنيته صدقة جارية
واجعل قصتي وسيلة لهداية الناس لا للغرور
وإذا انذكر اسمي بعدي
خلّ الناس يتذكرونك، مو أنا
وإذا رجعت لك
خلّ آخر أنفاسي تكون شكرًا لك
هذا مو الختام
هذا بداية جديدة
الولد الأفغاني
انولد من المعاناة
وتربّى على الدعاء
وعاش للغرض
ويرجع بسلام
اللهم ارزقنا جميعًا جنات الفردوس الأعلى
Chapter 7: The Rolls Royce...
الفصل السابع — السيارة
كنت أظن إنّي ختمت هالكتاب بآخر رسالة،
بس ها أنا من جديد… أكتب أكثر.
يمكن القصة ما كانت مكتوبة تنتهي.
والله أعلم متى بتوقف،
بس طول ما أقدر أشارك قصة،
وطول ما قلبي بعده ينبض بشيء أبي أقوله،
بكون هنا… أكتب أكثر.
وهالمرة،
عن شي قريب من قلبي.
سيارتي.
مو لأنها فخمة،
لكن لأنها تشيل قصة…
أيام المدرسة، ما كان عندي شي.
لا ثقة، لا اتجاه، ولا حتى هدف واضح.
كنت أمزح مع ربعي وأقول:
«أبوي عنده رولز-رويس.»
يضحكون،
وأنا أضحك وياهم،
بس في داخلي كنت أهمس لنفسي:
«يا الله… يمكن يوم من الأيام.»
بدت كدعابة،
لكن بين هالضحكات صارت دعاء.
أمنية صغيرة ما سمعها إلا الله.
مرت السنين.
طحت.
فشلت.
قمت ورجعت وبدأت من الصفر مئات المرات.
ليالي بكيت فيها في السجود،
أطلب من الله يصنع مني شي.
ومع إن الأمور ما كانت تبين،
كنت أتحرك، خطوة بخطوة، دعاء بعد دعاء،
مؤمن إن التأخير جزء من تدبير الله.
اشتغلت وقت ما محد يشوفني.
كملت حتى يوم كل شي بدا ضدي.
تعلمت الصبر من التعب، مو من الراحة.
إلين جاء اليوم.
مو بالحظ،
ولا بالطرق السهلة،
لكن بـ الصبر، والدعاء،
وساعات طويلة محد شافها إلا ربّي.
أتذكر يوم جلست داخلها أول مرة،
نفس السيارة اللي كنت أمزح عنها عشان أحس إني كافي.
ما كان فيها موسيقى،
ولا ضحك،
بس سكون… وشكر.
ما حسّيت بالنصر،
حسّيت بالسكينة.
في ذاك اللحظة فهمت…
ما كانت نجاح،
كانت وعد تحقق.
الكلمات اللي قلتها وأنا طفل،
حولها الله إلى واقع.
لأنه هو الرحمن،
اللي ما ينسى حتى همسات الطفولة.
خذيت المفاتيح وقدّمتها لأبوي.
شاف السيارة، وبعدين شافني… وابتسم.
تلك الابتسامة،
كانت أغلى من السيارة نفسها.
لأن القصة ما كانت عن السيارة،
كانت عنه هو.
عن سنين صبره.
عن تعب ما حكى عنه.
عن دعواته اللي زرعت طريقي.
ذاك اليوم عرفت،
هالرولز-رويس مو لي.
كانت له.
صمته صار بركة تمشي على أربع عجلات.
واليوم، كل مرة أشغّل فيها المحرك،
أسمع أكثر من صوت سيارة،
أسمع قصة.
تذكير إن كل شي له وقته.
وإن خطة الله ما فيها تأخير،
فيها توقيت إلهي.
وإذا تقرأ هالكلمات،
أياً كان «الرولز-رويس» الخاص فيك،
احلم، وامشِ بإيمان.
لأن الله ما ينسى الجهد الصادق،
ولا يتجاهل القلوب الهادية،
ولا يضيع الصبر.
فهذي هي القصة ورا السيارة اللي تشوفها أونلاين.
مو رفاهية.
إرث.
مو نجاح.
صبر ودعاء وحكمة،
ملتفة بمعدن ورحمة.
وإذا شفتها في الواقع،
تذكر إنها أكثر من مركبة،
هي دليل.
إن حتى أصغر دعاء…
يقدر، يوم من الأيام،
يمشي على الطريق قدامك.
الحمد لله دائماً وأبداً.